مقالات

كاشف أسرار الكون الفضائي، تلسكوب جيمس ويب

هل نحنُ لوحدنا في هذا الكون؟

كيف بدأ الكون؟ وكيف سينتهي الكون؟

أسئلة كثيرة وغامضة تجول في عقولنا دون إجابات لها، لكن هُنا في هذا المقال ستجد الإجابات كلها وتُشبع فضولك. هيّا بنا عزيزي القارئ لنذهب سويًا لرحلة مذهلة لبدايات الكون من خلال أعظم مشروع فضائي في القرن 21 ألا وهو تلسكوب جيمس ويب.

اعلانات جوجل

جيمس ويب هو أقوى تلسكوب في العالم، طُوِر من قبل ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية ووكالة الفضاء الكندية، تم تصميمه رسميًا عام 1996 لرؤية اللحظات الأولى في الفضاء، بميزانية قدرها 500 مليون دولار أمريكي، وكان مخطط إطلاقه في عام 2007، لكن تم تأجيل إطلاقه ثلاث مرات، حيث تم إطلاق تلسكوب جيمس ويب ب 25 ديسمبر عام 2021 الذي كلّف 10 مليار دولار، و شاركت بتصميمه 29 دولة حول العالم ليُنتج أعقد تلسكوب في التاريخ.

سُميّ تلسكوب جيمس ويب بهذا الاسم تكريمًا ل جيمس ادوين ويب مدير ناسا من عام 1961 إلى عام 1968 الذي لعب دورًا أساسيًا في برنامج أبولو.

لكن كيف يعمل تلسكوب جيمس ويب؟ وما الذي يُميز تلسكوب جيمس ويب عن غيره؟

أي كائن حي يرى الأجسام عن طريق جسيمات الضوء (الفوتونات) القادمة من الأجسام؛ فتنعكس على شبكية العين البشرية والمخ يجمعها ونرى الصورة، فالنجوم الطبيعية القريبة منّا مثل الشمس تكون جسيمات الضوء القادمة إلينا أعدادها هائلة ونستطيع استقبالها بالعين المجردة، أما النجوم الموجودة على أبعاد عملاقة تقدّر بمليارات السنين الضوئية تكون الفوتونات القادمة منها قليلة جدًا وتردد الضوء القادم منها ضعيف جدًا؛ فلا نستطيع رؤيتها بالعين المجردة أو باستعمال التلسكوب العادي.

اعلانات جوجل

حتى تستطيع رؤية هذه النجوم يجب أن تكون قادر على استقبال الفوتونات القليلة جدًا، وهذا ما يُميز تلسكوب جيمس ويب الفضائي ؛ فهو يحتوي على مرايات ضخمة جدًا تتكون من 18 قطعة من المرايا سداسية الأضلاع، قطرها 6.5 متر، ووزنها 7 طن؛ فتكون المرايا بمثابة عنصر التلسكوب البصري وتستقبل الفوتونات القليلة جدًا الواصلة من المجرات والنجوم، ومن ثم تعكسها بزاوية معينة في عدسة مكبرة تقع في مركز التلسكوب، ومع الوقت تبدأ عملية تجميع ومعالجة الفوتونات النادرة، وتبدأ عدسات وأجهزة تلسكوب جيمس ويب بتكوين صور واضحة للمجرات.

   هل تتساءل عن المميزات الآخرى لـ تلسكوب جيمس ويب؟!

أيضًا من مميزات المبهرة ل تلسكوب جيمس ويب أنه يستطيع رؤية الفوتونات القليلة التي ترددها ضعيف وتحت الأشعة الحمراء الغير مرئية، أي أننا سنرى الفوتونات التي بدأ تكونها من 13.7 مليار سنة بعد الانفجار العظيم بحوالي 100 مليون سنة، هذه هي عظمة تلسكوب جيمس ويب الذي سيقودنا إلى بدايات الكون!

هل تلسكوب جيمس ويب مداره حول الأرض؟

لا، تلسكوب جيمس ويب يكون مداره على بُعد ضخم من كوكب الأرض يقدّر بحوالي مليون ونص كيلو متر، أي أنه أبعد من آلاف كيلومترات من القمر نفسه؛ فالنقطة الذي يكون فيها تلسكوب جيمس ويب تسمى بعلوم الفلك (نقطة الأجرام لاجرانج) مناطق أو نقاط الأجرام تكون مناطق مدارية معينة وجاذبية الشمس والأرض متعادلة، أي أنّ الجسم الذي يسبح فيها يكون حر الحركة نسبيًا ولا يتأثر بجاذبية الشمس ولا الأرض، ويبقى ثابت بمكانه ولا يستهلك وقودًا كثير؛ ليحافظ على مداره، فمسألة الوقود مهمة جدًا، لأن تلسكوب جيمس ويب بسبب بعده الشاسع عن الأرض لا نستطيع إطلاق مهمة بشرية لتزويده في الوقود مرة أخرى، وبمجرد انتهاء الوقود يكون التلسكوب مفقود، وحسب الافتراضات أن الوقود سيبقى فعّال لمدة عشر سنين في تلسكوب جيمس ويب.

اعلانات جوجل

 القدرات الخارقة ل تلسكوب جيمس ويب!

تلسكوب جيمس ويب سيتمكن من تحقيق إنجازات عظيمة في مجاليّ علم الفلك وعلم الكون، بسبب قدرة تلسكوب جيمس ويب على تجميع الفوتونات النادرة ورؤية الترددات الضوئية تحت الحمراء بكفاءة،وقدرته على رؤية أبعد المجرات في الكون كله (المجرات الأولى التي تشكلت بعد بداية الكون في الانفجار العظيم ).

تخيّل أنك سترى بعينك أول مجرة تكونت بالكون وتستكشف منها التطور الذي حصل للكون!

الآن في هذا العصر، تلسكوب جيمس ويب سيجيبك عن الكثير من أسئلتك مثلًا سؤال “هل يوجد كواكب أخرى توجد بها حياة؟” فبسبب قدرة تلسكوب جيمس ويب التكبيرية الفائقة يستطيع أن يصور الأغلفة الجوية للكواكب خارج النظام الشمسي؛ ليحدد صلاحية الحياة في الكواكب الأخرى، ويرصد تطور حياة أي كائنات ذكية موجودة على الكواكب الأخرى البعيدة.

اعلانات جوجل

فنحن الآن نرى أعظم إنجازات الجنس البشري التلسكوب الخارق جيمس ويب الفضائي، الذي سيفتح لنا آفاق ورؤية جديدة للفضاء، وأبوابًا لتعلم أشياء عن الكون سوف تدهشنا تمامًا، ونستكشف أسرار الخلق الأولى، ورؤية بدايات الكون الأكثر إثارة في التاريخ البشري!

أ./ أسيل فايز المقيد

أدرس علوم الفيزياء في جامعة الأزهر "غزة" الفيزياء شيفرة لفهم الحياة، وعلاقة الفرد بالفيزياء ليست محتكرة على المختصين والأكاديمين، أكتبُ مقالات علمية فيزيائية، فأهلًا وسهلًا بكم في عالم الفيزياء المُدهش!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى