ماذا لومواضيع العدد ١٤

ماذا لو تم كسر سرعة الضوء؟

الحمد لله مبدع الأكوان خالق الإنس والجان، الحمد لله لمن بيده ملكوت السماوات والأرض، الحمد لله مجرى السحاب وعرف قدره أولى الألباب، الحمد لله الذي وفقنا لكتابة هذه السطور ولولا توفيقه لما كان ما كان ولولا إرادته لن يكون ما هو كائن، الحمد لله الذي فتح علينا من علمه القليل لننقله إليك عزيزي القارئ وأنا أعلم أنك أعلم منى …

فباب ماذا لو هو باب جديد. فإذا كانت كلمة “لو” مرفوضة فهي مطلوبة في العلم فمعظم الاختراعات والإنجازات قامت على “ماذا لو؟” وجرأة أصحابها في اقتحام أماكن لم لأحد يتخيل أو يتصور أنه من الممكن مجرد المناقشة فيها.

اعلانات جوجل

حديثنا اليوم عن ماذا سيحدث لو تم كسر سرعة الضوء؟

طبقا لنظرية النسبية الخاصة لألبرت أينشتين ومعادلاتها التي افترض فيها ثبوت سرعة الضوء وأنها أقصى سرعة تجد أنك لو تخطيت سرعة الضوء لأخذ الزمن قيمة سالبة وهذا معنى خطير جدا أي العودة بالزمن للوراء وتوقف الساعة لديك ويتوقف عمرك حتى ولو ظللت تسافر عشرات السنين وتتلاشى أمام الراصد وتنعدم الكتلة لديك هذا بالإضافة إلى أنه يوجد حينها أبعاد جديدة كالتي تحدث عنها أينشتين.

أعلم أن هذا النقاش قد نوقش في أكثر من مرة على القنوات الفضائية والوثائقية والمنتديات العمية على الانترنت ولكنى دعني أفتح باب جديد أمامك للمناقشة ماذا لو استطعنا التحكم في مضاعفات سرعة الضوء؟ بمعنى أننا باختصار نستطيع نصل إلى السرعة التي نريدها. دعني أبسط لك الموضوع بصورة أفضل، فنحن نسمع أنه هناك نجوم يصل ضوئها إلينا بعد أربعة آلاف مليون سنة ضوئية من انبعاثه ولا ندرى إذا كان موجودا أم أنه قد تلاشى فتذهب لاحد أصدقائك الذين يهتمن بهذه الدراسة وتقول له “ما رأيك أن نذهب برحلة اليوم إلى النجم الذي يبعد عنا بأربعة آلاف سنة ضوئية؟” وتتحكم حتى تصل إلى السرعة المطلوبة وتذهب إلى هناك في ثانية فتشرب مع صديقك كوبا من الشاي وتناولوا قطعا من الحلوى وأنتم تدرسون هذا النجم ثم تعودوا ولم تتجاوز رحلتكم بضع دقائق. هل تخيلت معي هذا إنه أمر ممتع فعلا. نحن هنا لا نعارض الدين أو العقيدة فقد قال سبحانه وتعالى في سورة الملك “وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِّلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ ” صدق الله العظيم، وبخصوص هذه الآية قال قتادة: خلق الله تعالى النجوم لثلاث: زينة للسماء، ورجوما للشياطين، وعلامات يهتدى بها في البر والبحر والأوقات. فمن تأول فيها غير ذلك فقد تكلف ما لا علم له به، وتعدى وظلم. وقال محمد بن كعب: والله ما لأحد من أهل الأرض في السماء نجم، ولكنهم يتخذون الكهانة سبيلا، ويتخذون النجوم علة. فنحن أضعف من أن نجرؤ على التفكير بذلك ولكننا نطرح نقاش حول كسر سرعة الضوء.

ما رأيك في أن نفتح باب جديد في التخيل؟ ماذا لو استطعنا التحكم في الضوء ومساره من مكاننا هذا؟ مثل العربة التي تتحرك بالريموت التي يلعب بها الأطفال فماذا سنتفيد من ذلك؟ سنطلق شعاعا من الضوء بالسرعة الكافية التي تكفيه ليهرب من قوة جذب الثقوب السوداء فسأدخله في داخله ليتجول ويصور كل ما بداخل هذا الثقب لأستبدل كلمة أسود إلى مضيء، معروف بدل من مجهول وأعيده وهو يخرج أمام عينيه ولا يستطيع أن يجذبه لشدة سرعة الشعاع ونتجول في الكون ونعرف محتوياته ونقتحم المادة المظلمة.

اعلانات جوجل

أعتقد بعد هذا النقاش لا نجد إلا أن نقول سبحان الله، سبحان من خلق، سبحان من أبدع هذا الكون كلما ارتفعت عيني إليه ولا أمل من تكرار النظر إليه.

بسم الله الرحمن الرحيم {مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإنَّ أَجَلَ اللَّهِ لآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} صدق الله العظيم

أ. محمد محمد عادل أحمد

مدرس رياضيات بإحدى المدارس الخاصة في الزقازيق – الشرقية – مصر

اعلانات جوجل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى