دراسة حول تأثير الهواتف المحمولة على ادمغة الأطفال
يبدأ الباحثون البريطانيون أكبر دراسة في العالم للتحقق من التأثير المحتمل لاستخدام الهواتف المحمولة والأجهزة اللاسلكية الأخرى في نمو مخ الطفل.
وسيركز مشروع دراسة المعرفة وسن المراهقة وأجهزة الهواتف المحمولة (سكامب) على الوظائف المعرفية مثل الذاكرة والانتباه التي تستمر في النمو حتى فترة المراهقة وهي الفترة العمرية التي يبدأ فيها المراهقون امتلاك واستخدام الهواتف الشخصية.
ورغم عدم وجود أدلة مقنعة على تأثير موجات الراديو الصادرة عن أجهزة الهواتف المحمولة في الصحة فإن معظم الأبحاث العلمية حتى يومنا هذا ركزت على البالغين واحتمال الإصابة بسرطان المخ.
ولهذا لا يزال العلماء غير متأكدين مما إذا كانت أمخاخ الأطفال، وهي في فترة النمو، أكثر عرضة للخطر من أمخاخ الكبار، ربما لأنهم في مرحلة نمو جهازهم العصبي وربما لأنهم سيكونون أكثر عرضة مع تراكم السنين.
وقال مدير مركز البيئة والصحة في كلية امبيريال في لندن – والذي سيشارك في الإشراف على الدراسة: الدلائل العلمية المتوافرة حتى اليوم مطمئنة وتظهر عدم وجود رابط بين التعرض لموجات ترددات الراديو الصادرة عن استخدام الهاتف المحمول وإصابة البالغين بسرطان المخ على المدى القصير أي أقل من عشر سنوات استخدام.
وأضاف: لكن الدلائل المتوافرة بشأن الاستخدام الكثيف طويل الأمد واستخدام الأطفال محدودة وأقل وضوحاً.
ويهدف الباحثون إلى جمع نحو 2500 متطوع من أطفال المدارس تتراوح أعمارهم بين 11 إلى 12 عاماً ومتابعة تطورهم المعرفي على مدى عامين وفي الوقت نفسه جمع بيانات عن عدد المرات والمدة الزمنية والغرض من استخدامهم الهواتف المحمولة أو الهواتف الذكية والأجهزة اللاسلكية الأخرى.
وسيجيب أولياء الأمور والتلاميذ الذين يوافقون على المشاركة في الدراسة على أسئلة بشأن استخدام الأطفال الهواتف المحمولة والأجهزة التكنولوجية اللاسلكية وحالتهم الصحية ونمط حياتهم، كما سيخضع التلاميذ أيضاً إلى اختبارات داخل الفصول يضعها الكمبيوتر لقياس القدرات المعرفية التي تقف وراء وظائف المخ مثل التذكر والانتباه.
من جهة ثانية كشف علماء مختلف الدول، تحت رعاية منظمة الصحة العالمية، على مدى الأعوام الـ 15 الأخيرة أدلة جديدة على خطورة استخدام الهواتف المحمولة، وذلك من خلال دراسة أجروها في مدينة بوردو الفرنسية شملت 4 محافظات فرنسية دلت نتائجها على أن الاستخدام المفرط للهواتف المحمولة يؤدي إلى تطور بعض أشكال مرض السرطان مثل الدبقي والسحائي.
واكتشف العلماء من دراستهم لحالة 253 مصاباً بالورم الدبقي و194 للورم السحائي في أربع دوائر فرنسية خلال أعوام 2004 – 2006، وقارنوها بحالة 892 شخصاً سليماً، أن خطر الإصابة يزداد عندما يستخدم الشخص الهاتف المحمول لتسيير عمله. إضافة لهذا لم يكتشف العلماء ما توصل إليه باحثون آخرون عن وجود علاقة بين سرطان الدماغ واستخدام الهاتف المحمول.
لكن علماء آخرون يقولون إن الدراسة لم تحسب حالات تطور السرطان لدى المدخنين أو الذين يميلون أصلا إلى الإصابة بهذا المرض الخطير، ويؤكدون أن الإحصائيات تجمع بشكل بطيء لا يمكن مقارنته مع سرعة تطور التكنولوجيات.
لذلك من الصعب جداً البت بصورة نهائية فيما إذا كان الهاتف المحمول يشكل خطراً كبيراً على الإنسان أو لا.
المصدر: “فيستي. رو”