مقالات في الفيزياء

4 مليارات دولار لمشروع يوم القيامة بمشاركة 80 دولة

4 مليارات دولار لمشروع «يوم القيامة» بمشاركة 80 دولة

العلماء يشرعون لمعرفة سر الكون

اعلانات جوجل

 

المسرع عبارة عن نفق يصل طوله الى ٢٧ كيلومترا تحت
سطح الارض عند الحدود السويسرية الفرنسية
 

اعلانات جوجل

بدأ الأربعاء الموافق 10-9-2008 ما وصف بأنه اكبر وأغلى تجربة في تاريخ العلوم، بعد ان تم تشغيل اكبر نظام لتسريع تصادم الجزيئات في العالم، يعرف باسم «معجل هاردون». والهدف هو استكشاف أصل المادة ومحاكاة الانفجار العظيم الذي يعتقد العلماء أنه أسفر عن الكون في صورته الحالية.

 

وخلال التجربة، التي أُعد لها على مدى سنوات، وستجرى بالقرب من جنيف على الحدود الفرنسية السويسرية، ستُطلق مئات الملايين من بروتونات الذرة وجزيئاتها في نفق بطول 27 كيلومترا تحت الأرض بسرعة لم يسبق لها مثيل في تاريخ العلم. وينتج عن هذا كله 600 مليون تصادم بين الجزيئات في الثانية الواحدة، ويؤدي كل واحد من هذه التصادمات إلى انشطار آلاف الأجزاء من الجزيئات، التي ستُسجل وتُرصد تمهيدا للتعرف عليها.

 

 

اعلانات جوجل

وتبلغ تكلفة«معجل هاردون التصادمي الهائل» أكثر من أربعة مليارات يورو، وسيبدأ تشغيله رسميا في الحادي والعشرين من أكتوبر المقبل. وتشارك فيه كل دول العالم المتقدم.

 

 

اعلانات جوجل

البعض وصف المشروع بحكاية «أليس في بلاد العجائب».. كل شيء حولها غريب عجيب ومدهش، في حين وصفه آخرون بأنه مشروع يوم القيامة الذي سيفتح أبواب الجحيم، لأن المشروع ذاته الذي يستهدف التحقق من طريقة وتفاصيل نشوء الكون، يتحدى الطبيعة بصورة لا سابق لها، بل يمكن أن ينهي وجود البشرية كلها في طرفة عين، كما يقول معارضوه.

 

وبعيدا عن المخاوف التي وصلت إلى حد رفع عشرات القضايا أمام المحاكم الأميركية والأوروبية لوقف العمل في المشروع الذي انتظره العلماء منذ أكثر من عشرين عاما، فقد كشفت المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية (الأربعاء الماضي 3 سبتمبر) عبر الإنترنت عن أكبر جهاز في العالم لتحطيم الذرة. وهو جهاز عملاق أسطواني الشكل يزيد طوله على سبعة وعشرين كيلومترا تم تركيبه في نفق يتراوح عمقه بين 150 و500 قدم تحت الأرض في منطقة الحدود السويسرية – الفرنسية قريبا من مدينة جنيف.

ويقول العلماء المشرفون على المشروع أن محطم الذرة سوف يستكشف أصغر مكونات الذرة ليصل بالتالي، وللمرة الأولى في تاريخ البشرية، إلى تمثيل واقعة الانفجار الكبير الذي تقول النظريات العلمية ان الكون نشأ بعد ذلك الانفجار وبسببه.

 

ويأمل العلماء أن يكون في إمكانهم بفضل هذا الجهاز العملاق إلقاء نظرة أكثر قربا على مكونات المادة لملء الفجوات المعرفية التي أوجدتها النظريات العلمية المتداولة حول نشوء الكون واحتمال تغيير أو تعديل بعض هذه النظريات.

 

شعاعان متعاكسان

ووفقا للخطط الموضوعة، التي وصل إلى سويسرا لمتابعتها علماء من ثمانين دولة، بينهم 1200 عالم من الولايات المتحدة وحدها، سيتم إطلاق شعاع من البروتونات في الجهاز المحاط من كل جوانبه بأكبر وأقوى مغناطيس اصطناعي عرفته البشرية حتى الآن، لتقطع أكثر من سبعة وعشرين كيلومترا عكس اتجاه عقارب الساعة، ولتظل تدور وتدور بمعدل أحد عشر ألف دورة في الثانية الواحدة، إلى أن تتساوى سرعة البروتونات مع سرعة الضوء.

 

وبعد التأكد من نجاح هذه المرحلة، سيتم إطلاق شعاع آخر من البروتونات في الاتجاه المعاكس لاتجاه الشعاع الأول هذه المرة، أي في اتجاه عقارب الساعة، ويظل الشعاعان يدوران في اتجاهين متعاكسين من دون أن يصطدما إلى أن تتساوى سرعة البروتونات في الشعاعين، ومن ثم يعمل العلماء على توجيه الشعاعين نحو بعضهما البعض من أجل أن يحدث الاصطدام والانفجار الكبير الذي يخشى البعض أن يسبب، نظرا إلى الطاقة الهائلة القوة المتولدة عنه، حدوث «ميني ثقب أسود» قد يهدد الكرة الأرضية كلها، لكن المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية المشرفة على المشروع تنفي هذا الاحتمال.

 

 

وفي داخل النفق يوجد مناطق على شكل قاعات ضخمة يصل حجم إحداها إلى حجم عمارة من سبعة طوابق، وقد تم في هذه القاعة وضع آلاف المجسات والأجهزة الدقيقة لقياس الطاقة المتولدة عن الانفجار.

 

أصغر من البروتون والنيوترون

يقول العلماء انه سيتولد عن الاصطدام الهائل انقسام البروتونات إلى أجزائها. وتجدر الإشارة هنا إلى أن العلماء كانوا حتى وقت قريب يؤكدون أن البروتونات والنيوترونات هي أصغر أجزاء الذرة، لكن العلم الحديث يؤكد خطأ هذا الاعتقاد، وأن هناك ما هو أصغر. وقد أطلق العلماء على الجزئين الأصغرين اسم «وارك» و«غلونز».

 

ويأمل العلماء خلق ظروف في المختبر تشبه الظروف التي أحاطت بأجزاء الثانية الأولى التي أعقبت الانفجار الكبير، لكي يتعرفوا، عن قرب وعلى الطبيعة، على ما يسمى المادة السوداء واللامادة، بالإضافة إلى الأبعاد الخفية للفضاء والزمن التي تحدث عنها أينشتاين في نظريته الشهيرة. وكان علماء كثيرون قد بدأوا قبل نحو عشرين عاما تجارب لخلق اصطدام بين مكونات الذرة في المختبرات على أمل الوصول إلى ما هو أصغر من البروتون والنيوترون، وقد نجحوا في النهاية في التعرف على الكوارك والغلونز.

 

ويوضح العلماء المتحمسون لنظرية الانفجار الكبير أن الأجزاء المتناثرة من البروتونات المحطمة في ذلك الزمن الموغل في القدم، كانت ذات قوة جاذبية هائلة بحيث استطاعت الالتصاق فورا بالكواكب والنجوم. وتقول المتحدثة الرسمية باسم الفريق الأميركي المشارك في المشروع كيتيوركوفيتش ان محطم الذرة الأوروبي، الذي تعتبر الولايات المتحدة واليابان أكبر المشاركين في تمويله، قد يغير الكثير من النظريات العلمية المتداولة. وتبلغ الحصة الأميركية في ميزانية المشروع 541 مليون دولار.

 

دعاوى لوقف المشروع

تقول الأخبار ان العشرات من جمعيات ومنظمات حقوق الإنسان رفعت دعاوى أمام المحاكم الأوروبية والأميركية تطالب بوقف العمل في المشروع الذي وصفته بأنه مشروع يوم القيامة الذي سيفتح أبواب الجحيم. وتجدر الإشارة إلى أن دعاوى مماثلة فشلت عام 1999 في تحقيق أهدافها لوقف العمل في مشروع مماثل، لكن أصغر حجما وأقل قوة، يتعلق بجهاز لتحطيم الذرة أقيم في مختبر مانهاتن الوطني بولاية نيويورك.

 

كما أثار محطم للذرة أقيم قبل أكثر من خمس سنوات خارج مدينة شيكاغو المئات من الشكاوى والدعاوى لكن من دون جدوى. ويحمل هذا المحطم اسم «فيرميلاب»، وهو مجهز بآخر ما توصلت إليه التكنولوجيا، لكن العلماء يقولون ان محطم الذرة المقام في سويسرا قادر على إنتاج طاقة تفوق ما ينتجه «فيرميلاب» بسبع مرات.

 

د. فضل سالم

جريدة القبس الكويتية

 

أشكركم بامتنان على تبرعكم

الدكتور حازم فلاح سكيك

د. حازم فلاح سكيك استاذ الفيزياء المشارك في قسم الفيزياء في جامعة الازهر – غزة | مؤسس شبكة الفيزياء التعليمية | واكاديمية الفيزياء للتعليم الالكتروني | ومنتدى الفيزياء التعليمي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى